صحة القطط تعتبر ركناً أساسياً يجب على كل مربي أن يوليه اهتماماً بالغاً. إن الاعتناء بقطتك يتطلب أكثر من مجرد توفير الطعام والماء، فهو يشمل أيضاً الفحص الدوري والتطعيمات اللازمة لحمايتها من الأمراض.
ينبغي لك كمربي أن تكون على دراية بأدق التفاصيل في سلوك قطتك، وأن تتنبه لأي تغير قد يظهر عليها، فقد يكون مؤشراً على وجود مشكلة صحية.
من الضروري الاستثمار في الوقاية لضمان صحة قطتك وسعادتها. فمعرفة كيفية العناية بقطتك وتفهمك لأساسيات صحتها ستساعدك على تجنب الكثير من المشكلات الصحية وتضمن لها حياة طويلة ومليئة بالنشاط.
القطط من الحيوانات الأليفة التي يجب الإنتباه جيدا لصحتها و حاجاتها لتعيش حياة صحية وسعيدة.
الأمراض الفيروسية في القطط الشائعة
الهربس الفيروسي في القطط

الهربس الفيروسي في القطط ويسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي، يُعد من أكثر أمراض القطط شيوعاً.
يتميز هذا المرض بأعراض تشمل العطس، إفرازات من الأنف والعيون، وصعوبة في التنفس.
ينتقل الفيروس بسهولة و بشكل سريع بين القطط خاصة في البيئات المزدحمة مثل الملاجئ أو المنازل التي تضم عدة قطط.
يجب على مالكي القطط الانتباه لهذه الأعراض واستشارة الطبيب البيطري فور ظهورها لتقديم العلاج المناسب وتجنب تفاقم الحالة.
فيروس اللوكيميا القطط
فيروس اللوكيميا القطط (FeLV) من الأمراض الخطيرة شديدة العدوى التي تشكل تهديداً خطيراً لصحة القطط، حيث يمكن أن تسبب الموت في بعض الحالات.
يُنتقل هذا الفيروس عن طريق الاتصال المباشر بين القطط المصابة، أو من خلال مشاركة أواني الطعام والمياه أو اللعاب.
من المهم معرفة أن فيروس اللوكيميا القطط يمكن أن يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض، من بينها فقدان الوزن، والتهاب اللثة، وفقدان الشهية، وضعف الجهاز المناعي، وأمراض الجلد.
يمكن الوقاية من هذا الفيروس من خلال تطعيم القطط والابتعاد عن القطط المصابة.
فيروس نقص المناعة في القطط
فيروس نقص المناعة عند القطط، المعروف بـ FIV، يشبه في تأثيراته فيروس نقص المناعة البشري عند البشر.
هذا الفيروس يضعف مناعة القطط، مما يجعلها عرضة للإصابة بأمراض متعددة.
ينتقل عبر اللعاب أثناء القتال والعض بين القطط.
على الرغم من عدم وجود علاج لفيروس FIV، فإن العناية الدقيقة والتغذية المناسبة يمكن أن تحسن كثيراً من حياة القطط المصابة.
من المهم جداً منع القطط من التجول خارج المنزل لتقليل فرص العدوى وإجراء فحوصات دورية للكشف المبكر عن أية أمراض قد تكون مصاحبة للفيروس.
الأمراض البكتيرية والفطرية الشائعة
البرتونيلة أو داء خدش القط
داء خدش القط أو البرتونيلة، هو عدوى بكتيرية تنشأ من خدوش أو عضات القطط المصابة.
عادةً، تظهر أعراض كتورم الغدد الليمفاوية، الخمول والنوم ، الحمى والشعور بالإرهاق. للوقاية، من الضروري أن يحافظ الأشخاص الذين يتعاملون مع القطط على تجنب التعرض للخدوش والعضات والحرص على نظافة أي جروح. العلاج يعتمد على شدة الأعراض وقد يشمل المضادات الحيوية.
من الأهمية بمكان استشارة الطبيب فور ظهور الأعراض لتجنب المضاعفات. إن التعليم حول كيفية العناية الآمنة بالقطط يعد الإستراتيجية الأمثل لمواجهة هذا المرض.
الإصابة بالفطريات

تُعرف الإصابة بالفطريات في القطط بالقوباء الحلقية، وهي من الأمراض الجلدية التي تنتقل عبر فطريات معينة. تظهر على شكل بقع دائرية بالجلد وتسبب تساقط الشعر والحكة.
هذه العدوى لا تقتصر على الحيوانات فحسب، بل قد تنتقل أيضاً إلى الإنسان، خاصة الأطفال والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
يستلزم العلاج استخدام مضادات الفطريات ويُنصح بالحفاظ على نظافة المناطق المصابة لمنع انتشار العدوى.
من المهم زيارة الطبيب البيطري لتحديد أفضل علاج عند ملاحظة أي من الأعراض.
الأمراض الطفيلية الشائعة
الديدان الشريطية

الديدان الشريطية تُعد من الطفيليات الرئيسية التي تصيب القطط، حيث تنتقل عن طريق تناول القطة للبراغيث المصابة أو اللحوم النيئة الملوثة.
تظهر أعراض الإصابة بوضوح مثل فقدان الوزن، التغيرات الملحوظة في الشهية، ومشاكل متعددة في الجهاز الهضمي. يُشدد الأطباء البيطريون على أهمية مراقبة القطط للتأكد من خلوها من البراغيث كإجراء وقائي ضروري.
فيما يخص العلاج، يقوم الطبيب البيطري بوصف دواء مضاد للديدان يناسب حالة القطة.
من الضروري كذلك الحفاظ على النظافة الشاملة والتحكم الفعال في البراغيث داخل المنزل لمنع تكرار الإصابة.
يُنصح بإجراء فحوصات دورية للتأكد من سلامة القطط وخلوها من أي إصابات جديدة بالديدان الشريطية.
الديدان الدموية
ديدان القلب في القطط هي طفيليات خطيرة تؤثر على القلب والأوعية الدموية، وتنتقل عبر لدغات البعوض المصاب. هذه الديدان قد تسبب أمراضاً خطيرة مثل الفشل القلبي، مع أعراض تشمل السعال، ضيق التنفس، والخمول.
الوقاية تعتبر الخطوة الأولى للحماية، حيث يوصى بإعطاء القطط علاجات وقائية دورية.
في حال الإصابة، يجب مراجعة الطبيب البيطري لتحديد العلاج الأمثل، الذي يتضمن أدوية مضادة للديدان. كما ينصح بالحفاظ على بيئة خالية من البعوض لتقليل فرص الإصابة.
الأمراض الوراثية والمزمنة الشائعة
داء السكري في القطط
داء السكري في القطط هو حالة مزمنة تؤثر على قدرة الجسم على استخدام السكر بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
من أبرز علاماته زيادة العطش والتبول المتكرر، إلى جانب فقدان الوزن وتغير الشهية.
إذا لم تُعالج، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل العمى والفشل الكلوي. العلاج الرئيسي يشمل الأنسولين وتعديل النظام الغذائي لضبط مستويات السكر.
من المهم جداً متابعة حالة القطط بانتظام مع الطبيب البيطري للتحكم في الحالة وتجنب تفاقم المشكلات الصحية.
ينصح بإجراء فحوصات دورية والحفاظ على نمط حياة صحي للقطط لضمان جودة حياة أفضل.
الفشل الكلوي المزمن
الفشل الكلوي المزمن في القطط يمثل مشكلة صحية تدريجية تؤثر على وظيفة الكلى في تنقية الدم من الفضلات.
هذا المرض يصيب بالأخص القطط الأكبر سناً ويظهر من خلال أعراض مثل العطش المفرط، التبول المتكرر، فقدان الشهية، والنحافة الملحوظة.
التطور البطيء للمرض يتطلب متابعة دقيقة ومستمرة لمنع تفاقم الحالة إلى مضاعفات خطيرة مثل العمى والفشل الكلوي الكامل.
لإدارة هذه الحالة، من الضروري التعاون الوثيق مع الطبيب البيطري لتطبيق نظام غذائي معدل واستخدام العلاجات المناسبة مثل الأنسولين والأدوية التي تساعد في تنظيم مستويات الفوسفور والكالسيوم.
كما يجب الحرص على توفير بيئة مناسبة وصحية للقطط لضمان أعلى مستويات الرعاية وتحسين نوعية حياتها.
الأمراض السلوكية الشائعة
متلازمة القط العصبي
متلازمة القط العصبي، والمعروفة بالتهاب الدماغ الفصي، هي حالة تؤثر سلباً على الجهاز العصبي للقطط، مما يسبب عدة أعراض كالعدوانية، التشنجات، وفقدان التوازن.
هذه الأعراض تتطلب تدخل طبي فوري للسيطرة عليها ومنع تدهور حالة القطة.
يشمل العلاج استخدام أدوية مضادة للالتهابات ومهدئات، ومن الضروري مراقبة سلوك القطة وحالتها الصحية بشكل مستمر.
يجب التعاون الوثيق مع الطبيب البيطري لتقييم العلاج وتعديله حسب الحاجة، لضمان توفير أفضل رعاية ممكنة للقطط المصابة بهذا المرض.
الاكتئاب والقلق في القطط
القطط تعاني أيضاً من الاكتئاب والقلق مثل البشر، وقد تظهر عليها أعراض مثل الانعزال وفقدان الشهية والتغيرات في النشاط اليومي.
هذه التغييرات قد تستدعي الرعاية الطبية للتأكد من صحة القطة وتلقيها للعلاج المناسب إذا لزم الأمر.
التغيرات في بيئة القطط، مثل الانتقال إلى منزل جديد أو وجود حيوانات أليفة أخرى، قد تسهم في شعورها بالإجهاد.
من المهم جداً توفير بيئة مستقرة وداعمة للقطط التي تعاني من القلق أو الاكتئاب، وتشمل اللعب المنتظم والتفاعل الاجتماعي لتحسين حالتها المزاجية وتقليل الشعور بالعزلة.
التعاون مع الطبيب البيطري لمراقبة صحة القطط بانتظام وتقييم فعالية العلاجات المقدمة أمر ضروري لضمان تلقيها أفضل رعاية ممكنة ولتحسين جودة حياتها.
الأسئلة الشائعة
ما هي أكثر أمراض القطط شيوعًا؟
من أكثر أمراض القطط شيوعًا التهاب الجهاز التنفسي العلوي، الجرب، الديدان، وفيروس نقص المناعة لدى القطط (FIV). هذه الأمراض قد تظهر أعراضًا مثل العطس، الحكة، فقدان الوزن، وارتفاع الحرارة.
كيف يمكنني معرفة إذا كانت قطتي مريضة؟
علامات المرض في القطط تشمل الخمول، فقدان الشهية، التقيؤ، الإسهال، العطس المستمر، والحكة. إذا ظهرت أي من هذه الأعراض، من الأفضل استشارة الطبيب البيطري فورًا.
ما هو فيروس نقص المناعة لدى القطط (FIV)؟
فيروس نقص المناعة لدى القطط هو مرض فيروسي يؤثر على الجهاز المناعي للقطط، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. ينتقل عادةً عن طريق العض من قطط مصابة.
كيف يتم تشخيص الأمراض الجلدية في القطط؟
يتم تشخيص الأمراض الجلدية في القطط من خلال فحص جسدي، واستخدام أدوات مثل مكبر الضوء الأسود لفحص الفطريات، وتحليل العينات الجلدية للتأكد من وجود الطفيليات.
ما هي طرق الوقاية من أمراض القطط؟
تتضمن الوقاية من أمراض القطط الحفاظ على نظافة البيئة، تغذية صحية متوازنة، زيارات دورية للطبيب البيطري، وتلقي التطعيمات اللازمة.
كيف يتم علاج الجرب عند القطط؟
يعتمد علاج الجرب عند القطط على نوع الطفيلي المسبب. يشمل العلاج عادة استخدام الشامبوهات العلاجية أو الأدوية المضادة للطفيليات التي توصف من قبل الطبيب البيطري.
ما هي أسباب إسهال القطط؟
يمكن أن يحدث إسهال القطط بسبب عدة عوامل مثل التغيرات الغذائية المفاجئة، العدوى البكتيرية أو الطفيلية، أو التوتر. يجب مراقبة حالة القطة وإذا استمر الإسهال لأكثر من يومين، يُنصح بزيارة الطبيب البيطري.
هل يمكن الوقاية من أمراض القطط الفيروسية؟
نعم، من الممكن الوقاية من بعض الأمراض الفيروسية مثل فيروس الكاليسي وفيروس الهربس عن طريق التطعيم الدوري وتجنب احتكاك القطط السليمة مع القطط المصابة.
ماذا أفعل إذا كانت قطتي تعاني من مشاكل في التنفس؟
إذا كانت قطتك تعاني من صعوبة في التنفس، فقد تكون مصابة بأحد أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو أو الالتهاب الرئوي. من الضروري أخذ القطة إلى الطبيب البيطري فورًا للحصول على العلاج المناسب.
ما هي علامات أمراض الفم والأسنان عند القطط؟
تشمل علامات أمراض الفم والأسنان في القطط رائحة الفم الكريهة، اللعاب الزائد، صعوبة في تناول الطعام، وانتفاخ اللثة. تنظيف الأسنان المنتظم وزيارة الطبيب البيطري يمكن أن يساعد في الوقاية.
المصادر
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
[…] أمراض التنفس من أكثر الأمراض التي تصيب القطط. هناك العديد من الحالات المختلفة التي تؤثر على الجهاز […]
[…] القطط النادرة الأنواع المميزة والنادرة التي تتميز بصفات […]