ربما تكون تربية السلاحف المائية من الهوايات المحببة لديك، و قد تكونن قد بدأت بتربية سلحفاة صغيرة أهداها لك صديق عزيز.
تحتاج السلاحف إلى عناية فائقة وبيئة مناسبة للنمو والتكاثر، ومن خلال تجربتي، اكتشفت أن الاستماع إلى صوت السلحفاة وهي تحرك قوقعتها يوفر شعوراً بالراحة والطمأنينة.
سنستعرض في هذا المقال أهمية تربية السلاحف المائية وأنواعها المختلفة المناسبة للتربية في المنازل، مع التطرق إلى العناية اللازمة والمستلزمات الأساسية لتوفير بيئة مثالية لها لتسعد بحياتها معكم.
أهمية تربية السلاحف
تربية السلاحف ليست مجرد هواية بل درس في الصبر والاهتمام. أذكر كيف كانت الساعات التي أمضيها في مراقبة سلاحفي تنقل بين الحجارة والنباتات المائية تبعث في نفسي السكينة والاسترخاء.
فالسلاحف، ببساطة معيشتها وتحركاتها الهادئة، تعلمنا كيف نعيش اللحظة ونقدر دقائق الحياة الصغيرة.
في مجتمعنا، حيث تعد السلاحف جزءاً من التراث الطبيعي، نعلم أهمية الحفاظ على هذه المخلوقات ليس فقط لأجلنا بل للأجيال القادمة.
إن تربية السلاحف تعزز الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي وتحمل مسؤولية رعايتها، مما ينمي قيم المحافظة على الطبيعة في قلوبنا.
الاهتمام بالسلاحف لا يقتصر على توفير الماء والغذاء فحسب، بل يشمل فهم احتياجاتها الفريدة وتقديم الرعاية المناسبة لها. ومن خلال هذه التجربة، يمكننا أن نتعلم دروساً قيمة عن الاعتناء بالكائنات الحية الأخرى واحترام حياتها.
أنواع السلاحف المناسبة للتربية
ربما لا يعلم الكثيرون أن اختيار السلاحف كحيوانات أليفة يعتبر فناً يحتاج إلى دراية ومعرفة. هناك العديد من الأنواع، كل واحدة تحتاج إلى عناية خاصة تختلف عن الأخرى.
فالسلحفاة البرية، التي أربيها في منزلي، تعتبر من الأنواع الشائعة وهي تتميز بصغر حجمها وطول عمرها.
تلك السلاحف الصغيرة تنقل لنا دروساً في الصبر والاعتناء.
ومن جهة أخرى، سلحفاة البحر الأخضر التي تتطلب مساحات أكبر وعناية خاصة بالمحيط الذي تعيش فيه، تذكرنا بأهمية الحفاظ على البيئات الطبيعية.
أما السلحفاة الأمريكية فهي مثال على القدرة الفائقة على التكيف، حيث تستطيع تحمل الظروف المختلفة بسهولة.
تحدي تربية السلاحف لا يكمن فقط في توفير الغذاء والمأوى الصحيح، بل في فهم واحترام هذه المخلوقات الرائعة التي تعلمنا الكثير عن الهدوء والتأمل.
إذا كنت ممن يفكر في البدء بهذه التجربة، فإن الأمر يستحق كل لحظة تقضيها في الاعتناء بتلك المخلوقات المدهشة ومشاهدة تطورها ونموها يومًا بعد يوم.
أما اهم انواع السلاحف المائية : (السلاحف الخريطة، Chrysemys picta (السلاحف المرسومة)، Trachemys scripta (السلاحف المنزلقة)، السلاحف الأوروبية البرك، سلاحف الدجاج، سلاحف شبه الجزيرة، سلاحف النهر، سلاحف التمساح والعضة العادية، Trionychidae spp. (السلاحف ذات الصدفة اللينة)، Kinosternon spp. (سلاحف الطين والمسكة).
الاستعدادات لتربية السلاحف المائية
إن الاستعداد الجيد لتربية السلاحف المائية يعد بمثابة خطوة أولى نحو توفير حياة مثالية لهذه المخلوقات الجميلة.
أتذكر كيف بدأت بتجهيز المكان لسلاحفي الصغيرة، حيث قمت باختيار مساحة هادئة في المنزل وملئتها بالرمال والحجارة، وأضفت بعض الأشجار المصنوعة لتحاكي بيئتها الطبيعية.
كان لا بد من وضع حاجز لضمان عدم هروبها وتوفير نظام غذائي متوازن يعزز صحتها ونموها.
إن العناية بالسلاحف لا تتطلب فقط حباً للحيوانات بل فهماً عميقاً لاحتياجاتها ورغبة صادقة في رؤيتها تنمو وتزدهر في بيئة محببة.
اختيار المكان المناسب للتربية
اختيار المكان المثالي لتربية السلاحف يعد بمثابة فن يتطلب عناية ودراية.
عند إعداد مكان للسلاحف، يجب الحرص على أن يكون مشمساً لضمان حصولها على الحرارة والضوء الطبيعيين الضروريين لصحتها.
من المهم أيضاً أن يكون المكان بعيداً عن أية ملوثات أو مخاطر محتملة. بالإضافة إلى ذلك، توفير مساحة كافية لاستيعاب الحوض والزينة مثل الأشجار والحجارة، ولا ننسى توفير مرافق مائية لتبريدها واستحمامها.
تجهيز الحوض والمستلزمات اللازمة
إعداد الحوض لتربية السلاحف يشبه إلى حد كبير إعداد بيت يحتاج للدفء والراحة.
قم بفرش الرمال والتربة الطينية لتشعر بالأمان، كما أضف بعض الحجارة والأشجار الصغيرة التي تتيح لها التسلق والاسترخاء. ولا تنسى نظام الترشيح الذي يحافظ على نقاء الماء، فصحة السلاحف تبدأ بنظافة بيئتها.
حوض السلحفاة المائية
عندما تقرر جلب حوض لسلاحفاتك، قم بمراعاة و توفير المواصفات التالية للحوض:
- الحجم: حوض بحجم 10 إلى 20 جالونًا جيد لإيواء السلاحف المائية التي يقل طولها عن 4 بوصات.
- السلاحف التي يتراوح طولها بين 4 إلى 8 بوصات ستحتاج إلى حوض بحجم 55 جالونًا أو أكبر.
- السلاحف الأطول قد تحتاج إلى بركة بسعة 100 جالون أو أكثر.
- ضع في الاعتبار أن معظم السلاحف المنزلقة، وذات الصدفة اللينة، وسلاحف النهر ستتجاوز 8 بوصات في طولها عند بلوغها.
- يجب أن يكون الماء على الأقل بعمق يساوي طول صدفة السلحفاة، المياه الضحلة أفضل للسلاحف القاعية والعضة.
- مناطق الخروج للتشمس ضرورية للعديد من الأنواع.
- يُوصى باستخدام الركيزة المكونة من الحصى أو الأحجار الصغيرة التي تكون ضعف حجم رأس السلحفاة على الأقل لمنع البلع.
- يجب أن تكون منطقة التشمس كبيرة بما يكفي لتكون السلحفاة بأكملها خارج الماء، ويمكن صنعها من البلاستيك أو الطوب أو الصخور أو الخشب الطافي. يجب تأمينها بحيث لا تنقلب وتحبس السلحفاة تحت الماء، ويجب أن تكون سهلة الإزالة للتنظيف المنتظم.
- يُعد فلتر الماء ضروريًا للحفاظ على جودة المياه الجيدة. يجب تغيير خرطوشة الفلتر مرة واحدة شهريًا على الأقل وتغيير جزء من الماء (20-50%) أسبوعيًا.
- اغسل يديك دائمًا بعد التعامل مع السلاحف المائية، لأنها قد تكون حاملة لبكتيريا السالمونيلا، التي يمكن أن تسبب أمراضًا معوية شديدة للبشر.
توفير الغذاء المناسب للسلاحف المائية
تغذية السلاحف ليست مجرد مسألة إطعام، بل هي فن وعلم يتطلب فهماً عميقاً لاحتياجاتها الغذائية. تذكر كيف تختار الخضروات الطازجة والفواكه المجروشة لضمان تنوع غذائي يعزز صحتها.
أحرص على إضافة بعض البروتينات الطبيعية مثل اليرقات والديدان، مما يضيف إلى نظامها الغذائي التوازن اللازم. الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والمواد الحافظة يجب أن يكون دائماً في صميم اهتماماتك، فصحة السلاحف تبدأ من غذائها.
لا تغفل أهمية توفير الماء النظيف العذب في الحوض لشربها واستحمامها، مما يضمن بيئة معيشية صحية لها.
إجمالاً يمكن القول:
- تختلف متطلبات التغذية للسلاحف المائية خلال دورة حياتها.
- السلاحف الصغيرة واليفعة: تعتمد بشكل أساسي على اللحوم، مثل الأسماك الصغيرة، والأطعمة التجارية الخاصة بالسلاحف، وديدان الأرض، ودودة الوجبة. يمكن أيضًا تقديم مزيج من الخضروات الورقية مثل خس الرومين، وأوراق الكرنب، وأوراق الخردل.
- السلاحف البالغة: تعتمد بشكل اكبر على النباتات، لذا يجب أن يتكون نظامها الغذائي بشكل أساسي من الخضروات والخضر، مع تقديم بعض الحبيبات التجارية.
- لا تُطعم السبانخ أو الكرنب أو البروكلي أو القرنبيط لأنها تحتوي على مستويات عالية من حمض الأوكساليك الذي يمكن أن يكون ضارًا بالسلاحف.
- بعض الأنواع مثل السلاحف ذات الصدفة اللينة والعضة تظل آكلة للحوم طوال حياتها.
التدفئة
- تتراوح درجات حرارة الماء المناسبة لمعظم الأنواع بين 75°F و85°F.
- تعتبر درجة الحرارة البيئية المناسبة واحدة من أهم العوامل للحفاظ على السلاحف في الأسر: درجات الحرارة المنخفضة تقلل من رغبة السلحفاة في الأكل.
- يمكن أن يساعد غطاء الحوض أو غطاء بمصباح مدمج في الاحتفاظ بالحرارة داخل الحوض.
- إذا كان الحوض مفتوحًا، استخدم مصباح حراري موجه على جزء من منطقة التشمس لتلبية رغبة السلحفاة في التشمس.
الإضاءة
- ضوء الأشعة فوق البنفسجية (UV) ضروري لتخليق فيتامين D واستقلاب الكالسيوم.
- أشعة الشمس هي الأفضل، ولكن يمكن للمصابيح فوق البنفسجية أن توفر كميات كافية من الأشعة إذا تم تشغيلها لمدة 12 ساعة يوميًا.
- يجب أن تشير المصابيح فوق البنفسجية إلى أنها توفر الأشعة فوق البنفسجية من النوع UV-A وUV-B ويجب استبدالها كل 6 أشهر لأن قدرتها على إنتاج الأشعة تقل مع الوقت.
ختاماً
تلخص تجربتي في تربية السلاحف الأهمية العميقة لتقديم الرعاية المثالية لهذه المخلوقات الرقيقة.
من اختيار الحوض المناسب وتهيئة المكان بالتربة والرمال، إلى ضمان توفير غذاء متوازن يشمل الخضروات والبروتينات، كل خطوة كانت تعلماً جديداً.
لم تقتصر العناية على الغذاء والمسكن فحسب، بل شملت أيضاً الرعاية اليومية من تنظيف الحوض وتغيير الماء، وكذلك الاهتمام بصحتها وراحتها.
هذه العملية تتطلب صبراً واجتهاداً، ولكن النتيجة مجزية بشكل لا يوصف عندما ترى سلاحفك تنمو في بيئة صحية وسعيدة.
الأسئلة الشائعة
ما هي المتطلبات الأساسية لتربية السلاحف في المنزل؟
لتربية السلاحف في المنزل، تحتاج إلى حوض أو مساحة مناسبة تعكس بيئتها الطبيعية، بالإضافة إلى مصدر حرارة، ضوء الأشعة فوق البنفسجية، وتغذية متوازنة. كما يجب توفير المياه النظيفة للشرب والاستحمام.
ما هو الحجم المناسب للحوض الخاص بالسلاحف؟
يعتمد حجم الحوض على نوع السلحفاة وحجمها. يجب أن يكون الحوض كبيرًا بما يكفي لتتحرك السلحفاة بحرية. عادةً، يُنصح بتوفير حوض بطول يعادل خمسة أضعاف حجم السلحفاة.
ما نوع الطعام المناسب للسلاحف في المنزل؟
السلاحف تعتمد على نظام غذائي متوازن يشمل الخضروات الورقية مثل الخس، البروكلي، وبعض الفواكه. قد تحتاج بعض السلاحف أيضًا إلى مكملات كالسيوم وفيتامينات لضمان صحتها.
هل تحتاج السلاحف إلى ضوء الشمس أو مصابيح خاصة؟
نعم، تحتاج السلاحف إلى ضوء الأشعة فوق البنفسجية (UVB) لضمان امتصاص الكالسيوم بشكل صحيح. يجب توفير مصابيح UVB للحوض، ويجب أن تكون مُشغَّلة لمدة 10-12 ساعة يوميًا.
ما هي درجات الحرارة المناسبة لتربية السلاحف؟
تحتاج السلاحف إلى بيئة دافئة. يجب أن تكون درجة الحرارة بين 24-32 درجة مئوية خلال النهار، ويجب توفير منطقة دافئة باستخدام مصباح حراري لتمكين السلحفاة من التنظيم الحراري لجسمها.
كيف يمكن الحفاظ على صحة السلاحف المنزلية؟
من المهم الحفاظ على نظافة البيئة، وتغيير الماء بانتظام، وتقديم نظام غذائي متوازن. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بإجراء فحوصات بيطرية دورية للتحقق من صحة السلحفاة.
ما هو نوع التربة أو الركيزة المناسب لوضعه في حوض السلحفاة؟
يمكن استخدام ركيزة مثل الرمل أو الحصى الناعم في قاع الحوض، ولكن يجب أن تكون غير حادة وآمنة، بحيث لا تبتلعها السلحفاة عن طريق الخطأ.
هل تحتاج السلاحف إلى الاستحمام بانتظام؟
نعم، تحتاج السلاحف إلى الوصول إلى الماء للاستحمام، حيث يساعد ذلك على تنظيم رطوبة جسمها ويعزز صحتها. يمكن توفير وعاء صغير من الماء العذب في الحوض ليتمكنوا من الدخول والخروج حسب الحاجة.
ما هي الأمراض الشائعة التي قد تصيب السلاحف في المنزل؟
من الأمراض الشائعة التي قد تصيب السلاحف في المنزل هي التهابات الجهاز التنفسي، مشاكل في العيون بسبب نقص ضوء UVB، أو ضعف في القوقعة نتيجة نقص الكالسيوم. يجب مراقبة السلاحف بانتظام والتوجه إلى الطبيب البيطري عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.
ما هي العوامل التي يجب مراعاتها قبل تربية السلاحف في المنزل؟
قبل تربية السلاحف، يجب مراعاة التزامات الرعاية الطويلة الأمد، حيث يمكن أن تعيش السلاحف لعدة عقود. كما يجب التأكد من وجود المساحة المناسبة والموارد اللازمة لرعاية السلحفاة بشكل صحيح.
المصادر
في هذا الجزء سنذكر بعض المراجع المهمة التي يمكن الاستفادة منها في مجال تربية السلاحف. يعتبر كتاب “تربية السلاحف” للكاتب ناصر المهيري من أهم المراجع في هذا المجال، حيث يشتمل على معلومات شاملة حول التربية والعناية بالسلاحف.
كما يمكن الاستعانة بكتاب “دليل تأسيس مزارع التفويج” للكاتب ناصر البلوشي، حيث يتطرق إلى جوانب عديدة تتعلق بتربية السلاحف وتكاثرها ورعايتها في المزارع.
هناك أيضاً كتاب “دليل تربية السلاحف البرية” للكاتب يوسف الفلاسي الذي يوفر المعلومات اللازمة حول رعاية السلاحف البرية وتأسيس بيئة طبيعية لها. هذه المراجع وغيرها تعتبر مصدراً قيما للمعرفة والمشورة في مجال تربية السلاحف.
اضافة الى المواقع التالية على الانترنت :
حول كاتب المقال

د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
[…] الإضكلاع على المزيد ” تعرف على متطلبات تربية السلاحف في المنزل […]