هل تساءلت يومًا عن مدة حمل القطط؟ إذا كنت من عشاق الحيوانات الأليفة وتحديدًا القطط، فإدراك هذه المعلومات يمكن أن يكون مهمًا للغاية لفهم ورعاية قطتك الحامل بشكل صحيح.

في هذا المقال، سنقدم لك دليلًا شاملاً حول مدة حمل القطط، بدءًا من عملية التزاوج وحتى ولادة الصغار.

عملية التزاوج لدى القطط

تزاوج القطط هو عملية طبيعية تحدث بين القطط الذكور والإناث بهدف التكاثر، وتبدأ عادة عندما تصل القطط إلى سن النضج الجنسي.

تصل إناث القطط إلى مرحلة النضج الجنسي بين عمر 5 إلى 9 أشهر، بينما تصل الذكور عادة بين 6 إلى 12 شهرًا. تعتبر فترة التزاوج جزءًا مهمًا من دورة حياة القطط، حيث يتغير سلوكها بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة.

أحد أهم المؤشرات على استعداد الأنثى للتزاوج هو دخولها في مرحلة “الاحترار” أو “الوداعة”، حيث تُظهر علامات مثل المواء المتكرر وبصوت عالٍ، واحتكاك جسمها بالأشياء، ورفع ذيلها بشكل دائم.

هذا السلوك يجذب الذكر الذي يبدأ بدوره بإظهار اهتمامه من خلال التودد أو المشي حول الأنثى ومحاولة الاقتراب منها.

عندما تقبل الأنثى الذكر، تحدث عملية التزاوج والتي تستمر لبضع دقائق فقط. قد تحدث هذه العملية عدة مرات خلال فترة الاحترار، حيث تستمر دورة الاحترار عادة من 3 إلى 7 أيام، ويمكن أن تتكرر كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع إذا لم يحدث الحمل.

من المهم ملاحظة أن تزاوج القطط يمكن أن يؤدي إلى حمل متعدد، حيث تستطيع الأنثى أن تحمل بأكثر من قطة صغيرة في حمل واحد. تستمر فترة الحمل لدى القطط حوالي 63 إلى 67 يومًا.

مدة حمل القطط

كم يستمر حمل القطط؟

يستغرق حمل القطط عادة ما بين 63 إلى 67 يومًا، أي ما يعادل حوالي 9 أسابيع، ولكن قد تختلف المدة قليلاً اعتمادًا على القطة نفسها، حيث يمكن أن يتراوح الحمل بين 60 إلى 70 يومًا.

خلال هذه الفترة، تمر القطة الأم بتغيرات جسدية وسلوكية تدل على تقدم مراحل الحمل.

في الأسابيع الأولى من الحمل، قد لا تكون هناك علامات واضحة، ولكن مع مرور الوقت تبدأ القطة في إظهار بعض الأعراض مثل زيادة الشهية، وانتفاخ البطن تدريجيًا، وتصبح أكثر هدوءًا ووداعة.

في منتصف فترة الحمل، يمكن أن تلاحظ زيادة في حجم البطن بشكل واضح، وقد تبدأ الحلمات بالانتفاخ والتحول إلى اللون الوردي.

مع اقتراب نهاية فترة الحمل، تصبح القطة الأم أكثر اهتمامًا بالبحث عن مكان هادئ وآمن للولادة، وتبدأ في إظهار سلوك العناية الزائد بنفسها. من المهم توفير بيئة مريحة وآمنة لها خلال هذه الفترة لضمان ولادة صحية وسليمة.

مراحل حمل القطط

الإخصاب وتكوين الجنين

الإخصاب وتكوين الجنين تُعتبر المرحلة الأولى والأساسية من مراحل حمل القطط، حيث تبدأ هذه العملية بعد تزاوج القطط الذكر والأنثى.

يحدث الإخصاب عندما تلتقي الحيوانات المنوية التي أطلقها الذكر مع بويضات الأنثى في قناة فالوب، ويتم تخصيب البويضة. عادةً، تظل البويضة المخصبة في قناة فالوب لفترة قصيرة قبل أن تنتقل إلى الرحم حيث تبدأ عملية تكوين الجنين.

بعد وصول البويضة المخصبة إلى الرحم، تزرع نفسها في جدار الرحم وتبدأ في الانقسام السريع إلى خلايا متعددة، وهذه المرحلة تُعرف باسم “مرحلة الانغراس”. هنا، تبدأ الخلايا في التخصص والتمايز لتشكيل الأعضاء والأنسجة المختلفة للجنين.

في هذه الفترة، يتشكل الكيس الجنيني الذي يوفر للجنين البيئة اللازمة للنمو، ويبدأ المشيمة في التطور لتغذية الجنين ونقل الأكسجين والمواد المغذية من الأم.

خلال الأسابيع الأولى من الحمل، تكون الأجنة صغيرة جدًا، ولكن مع مرور الوقت، تبدأ ملامحها في الظهور بوضوح، حيث تتشكل العمود الفقري، والرأس، والأطراف، ويبدأ القلب في النبض.

هذه المرحلة تعتبر حساسة جدًا، لذلك من الضروري توفير التغذية الجيدة والرعاية اللازمة للقطة الأم لدعم تطور الأجنة بشكل صحي.

يُعتبر الإخصاب وتكوين الجنين مرحلة حرجة لأن أي خلل فيها قد يؤدي إلى مشكلات صحية أو فقدان الحمل. لذا، يجب الاهتمام بصحة القطة الأم وتجنب تعريضها للإجهاد أو المواد الضارة خلال هذه المرحلة.

تؤسس هذه المرحلة لنمو الأجنة وتطورها، وتشكل البداية الفعلية لفترة حمل القطط التي تمتد لحوالي 9 أسابيع حتى تصل إلى مرحلة الولادة.

تطور الأجنة

تطور الأجنة يُعد ايضاً من المراحل المهمة والحاسمة خلال فترة حمل القطط، حيث تشهد هذه المرحلة نموًا سريعًا وتطورًا ملحوظًا للجنين داخل رحم الأم.

بعد حدوث الإخصاب وتكوين الجنين، تبدأ الأجنة في التكوين الفعلي والتطور التدريجي داخل الأكياس الجنينية، والتي تكون متصلة بجدار الرحم عن طريق المشيمة التي توفر التغذية والأكسجين اللازمين لنمو الأجنة.

خلال الأسبوعين الأولين من الحمل، تبدأ الأجنة في التمايز والتطور، حيث يتشكل العمود الفقري، والرأس، والأطراف.

بحلول نهاية الأسبوع الثالث، تبدأ ملامح الجنين بالظهور بشكل أوضح، ويبدأ القلب في النبض، مما يدل على بداية الحياة النشطة للجنين.

أيضًا، تتطور الأعضاء الداخلية مثل الكبد، الكلى، والجهاز العصبي خلال هذه الفترة، مما يُعد أساسيًا لنمو الجنين بشكل سليم.

مع تقدم الحمل ودخول الأسبوع الخامس، تبدأ الأجنة في اكتساب المزيد من الملامح الخاصة بالقطط، مثل ظهور الفرو، وتكون الأذنين والأنف والعيون بشكل أكثر وضوحًا. في هذه المرحلة، تكون حركة الأجنة أكثر نشاطًا داخل الرحم، ولكن لا يمكن ملاحظتها من الخارج بعد.

بحلول الأسبوع السابع، تكون الأجنة قد اكتسبت حجمًا أكبر، ويمكن رؤية تطورها بوضوح باستخدام الأشعة فوق الصوتية. تبدأ العظام في التصلب، وتظهر مخالبها، وتكتمل ملامحها الخارجية بشكل كامل.

في هذه المرحلة، يكون تطور الأجنة سريعًا، وتحتاج القطة الأم إلى تغذية جيدة ومتوازنة لضمان وصول العناصر الغذائية الأساسية إليها وإلى الأجنة.

من المهم توفير بيئة هادئة وآمنة للقطة الحامل، وتجنب أي ضغوط أو توترات قد تؤثر على سلامة الحمل.

يستمر تطور الأجنة حتى نهاية فترة الحمل، ليصبحوا جاهزين للولادة، ويكتمل نموهم ليظهروا كقطط صغيرة وصحية.

النمو النهائي

يُعتبر المرحلة الأخيرة والحاسمة من مراحل حمل القطط، حيث تقترب الأجنة من الاكتمال والاستعداد للولادة.

تبدأ هذه المرحلة عادة في الأسبوعين الأخيرين من الحمل، أي ما بين الأسبوع السابع والتاسع، وخلالها يزداد حجم الأجنة بشكل ملحوظ، وتكتمل جميع أعضائها وأنسجتها لتصبح جاهزة للعيش خارج رحم الأم.

في هذه الفترة، تزداد كثافة الفرو الذي يغطي أجسام الأجنة، ويكتسب مظهره النهائي من حيث اللون والطول، مما يمنحها المظهر الذي ستكون عليه عند الولادة.

تتصلب العظام بشكل كامل، وتكون الأذنين والأنف والمخالب قد تشكلت بالكامل، كما تصبح عيون الأجنة جاهزة للفتح بعد الولادة، رغم أنها تظل مغلقة حتى ذلك الحين.

بالإضافة إلى ذلك، تتطور الأعضاء الداخلية مثل الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، والجهاز العصبي بشكل كامل، مما يمكن الأجنة من البقاء على قيد الحياة بعد الولادة.

تبدأ حركة الأجنة بالزيادة، ويمكن أحيانًا ملاحظة هذه الحركات من خلال بطن القطة الأم، حيث تشعر القطة بزيادة الضغط نتيجة لزيادة حجم الأجنة.

خلال هذه المرحلة النهائية، تحتاج القطة الأم إلى التغذية الجيدة والدعم لضمان استمرار نمو الأجنة بشكل صحي.

من المهم توفير نظام غذائي غني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن، حيث إن الأجنة تستمر في الاعتماد على المشيمة لتوفير الأكسجين والمغذيات حتى الولادة.

عند اقتراب موعد الولادة، تبدأ القطة الأم في البحث عن مكان هادئ وآمن لتلد فيه، ويمكن أن تُظهر سلوكيات مثل الحفر أو إعداد العش. في هذه المرحلة، يجب أن يكون المربي على استعداد لتقديم المساعدة أو استدعاء الطبيب البيطري إذا لزم الأمر.

يمثل النمو النهائي للأجنة التحضير الأخير للولادة، وبعد اكتمال هذه المرحلة تكون الأجنة جاهزة للخروج إلى العالم كقطط صغيرة صحية وجاهزة لبدء رحلتها في الحياة.

العناية بالقطة الحامل

التغذية المناسبة

خلال فترة الحمل، تحتاج القطة الأم إلى تغذية غنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الفيتامينات، والمعادن لضمان نمو الأجنة بشكل جيد وتلبية احتياجات جسمها الذي يبذل جهدًا إضافيًا لدعم الحمل.

أولاً، يُعتبر البروتين عنصرًا أساسيًا في تغذية القطة الحامل، حيث يساهم في تكوين الأنسجة والأعضاء للأجنة.

لذا يُفضل تقديم طعام غني بالبروتين من مصادر مثل اللحوم والدجاج والأسماك، بالإضافة إلى الطعام المخصص للقطط الحوامل، الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتين لدعم هذه المرحلة.

ثانيًا، تحتاج القطة الحامل إلى كميات أكبر من السعرات الحرارية مقارنة بالفترات العادية، لأن جسمها يعمل على تغذية الأجنة أيضًا.

يُنصح بتقديم وجبات صغيرة ومتكررة طوال اليوم بدلاً من وجبة واحدة كبيرة، لضمان حصول القطة على الطاقة اللازمة دون الشعور بالإجهاد.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد الكالسيوم والفوسفور مهمين جدًا لدعم تطور عظام الأجنة والحفاظ على صحة العظام والأسنان للقطة الأم.

يمكن تقديم طعام القطط المخصص للحوامل أو إضافة مصادر طبيعية مثل البيض المطبوخ ومنتجات الألبان بشكل معتدل.

الماء يلعب دورًا حيويًا خلال فترة الحمل، إذ تحتاج القطة الحامل إلى تناول كميات كافية من الماء لضمان الترطيب وتجنب الجفاف. تأكد من وجود ماء نظيف ومتجدد دائمًا بجانبها.

يجب تجنب تقديم الأطعمة البشرية للقطة الحامل أو أي طعام يحتوي على توابل أو مواد حافظة، لأنها قد تؤثر سلبًا على صحتها وصحة الأجنة.

البيئة المناسبة

توفير البيئة المناسبة للقطة الحامل أمر بالغ الأهمية لضمان حمل صحي وولادة آمنة. تحتاج القطة الحامل إلى مكان هادئ وآمن بعيدًا عن الضوضاء والإزعاج، حيث يمكنها الاسترخاء والاستعداد لعملية الولادة.

يُفضل تجهيز منطقة خاصة لها في المنزل، مثل غرفة هادئة أو زاوية بعيدة عن الأنشطة اليومية، لضمان شعورها بالراحة والطمأنينة.

يجب أن تكون هذه البيئة دافئة وجافة، خاصة إذا كان الحمل يحدث في فصل الشتاء أو في المناطق الباردة. يمكن استخدام بطانيات ناعمة ومريحة لتوفير الدفء، مع التأكد من تغييرها وتنظيفها بانتظام للحفاظ على نظافة المكان.

كما يُفضل استخدام صندوق أو سلة مغطاة بشكل جزئي، بحيث تشعر القطة بالخصوصية وتكون محمية من التيارات الهوائية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب توفير الطعام والماء النظيف بالقرب من المكان الذي تستريح فيه القطة الحامل، حتى لا تضطر إلى التحرك لمسافات طويلة للعثور على طعامها، مما يساعد في تقليل الإجهاد والحفاظ على طاقتها.

من المهم أيضًا مراقبة القطة الحامل دون إزعاجها، وتجنب الإمساك بها أو نقلها كثيرًا، حيث أن أي ضغط أو توتر يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتها وصحة الأجنة.

يجب إبعادها عن الحيوانات الأليفة الأخرى في المنزل، خاصةً إذا كانت القطط الأخرى أو الكلاب قد تسبب لها توترًا أو ضغوطًا.

علاوة على ذلك، من الجيد تحضير “عش” للولادة قبل موعد الولادة المتوقع، حتى تعتاد القطة عليه وتشعر بالأمان فيه. يمكن أن يكون هذا العش عبارة عن صندوق مبطن ببطانيات ناعمة حيث يمكنها ولادة صغارها بأمان.

البيئة المناسبة للقطة الحامل بشكل كبير في تقليل التوتر والإجهاد، وتساعدها على الاستعداد بشكل أفضل لمرحلة الولادة، مما يضمن ولادة ناجحة وصحية لصغارها.

علامات اقتراب الولادة

العلامات السلوكية

عندما تقترب القطة الحامل من موعد الولادة، تبدأ في إظهار بعض العلامات السلوكية التي تشير إلى اقتراب اللحظة.

من المهم أن يكون المربي على دراية بهذه العلامات ليتمكن من توفير الرعاية اللازمة ومساعدة القطة خلال هذه الفترة الحساسة.

أحد أبرز العلامات السلوكية هو سلوك “بناء العش”، حيث تبدأ القطة بالبحث عن مكان هادئ وآمن لترتيب عشها للولادة.

قد تلاحظها تسحب البطانيات أو تبحث في الزوايا والأماكن المظلمة، كما يمكن أن تبدأ في الحفر في الأرضية أو السجاد في محاولة لتحضير المكان الذي ستلد فيه.

بالإضافة إلى ذلك، قد تصبح القطة أكثر حنانًا واهتمامًا بطلب المساعدة والاهتمام من المربي. قد تلاحظ أنها تتبعك باستمرار أو تحاول الاقتراب منك للحصول على الراحة والاطمئنان.

في المقابل، بعض القطط قد تصبح أكثر انعزالًا وتفضل البقاء بمفردها.

من العلامات الأخرى، قلة الشهية، حيث تُلاحظ أن القطة تقلل من تناول الطعام مع اقتراب الولادة، وهذا طبيعي لأن جسمها يستعد للولادة.

كما يمكن أن تظهر عليها علامات التململ وعدم الارتياح، وقد تبدأ بالتنفس بسرعة أكبر من المعتاد، وأحيانًا يمكن أن تُصدر مواءً منخفضًا أو مستمرًا.

من المهم أيضًا ملاحظة أن بطن القطة قد يبدأ في التدلي أكثر، ويمكنك أحيانًا رؤية الأجنة تتحرك داخل بطنها. في الأيام الأخيرة، ستبدأ الغدد الثديية في إنتاج الحليب، وقد تلاحظ انتفاخ الحلمات ووجود سائل أبيض أو شفاف يخرج منها.

عندما تلاحظ هذه العلامات السلوكية، عليك التأكد من أن البيئة مهيأة بالكامل لاستقبال الصغار، مع توفير مكان دافئ وهادئ، وتحضير رقم الطبيب البيطري للاتصال به إذا لزم الأمر خلال عملية الولادة.

العلامات الجسدية

تظهر العديد من العلامات الجسدية على القطة الحامل عندما يقترب موعد ولادتها، وهي علامات تشير إلى أن عملية الولادة قد أصبحت وشيكة. من الضروري أن يكون المربي على دراية بهذه العلامات لمراقبة القطة وتقديم الدعم اللازم.

أولاً، من أبرز العلامات الجسدية هو انتفاخ الحلمات وامتلاؤها بالحليب. خلال الأيام الأخيرة من الحمل، تزداد الحلمات وضوحًا وتنتفخ بشكل أكبر، كما قد تبدأ بإفراز سائل أبيض أو شفاف، مما يدل على استعداد الغدد الثديية لتغذية الصغار.

ثانيًا، يُلاحظ أن بطن القطة يصبح أكثر تدليًا، ويبدو أكبر حجماً مع اقتراب موعد الولادة. قد تكون الأجنة أكثر نشاطًا في هذه المرحلة، مما يجعل حركتها واضحة ويمكن رؤيتها أو الشعور بها تحت جلد القطة. هذا يدل على أن الصغار يستعدون لوضع الولادة.

بالإضافة إلى ذلك، قد تلاحظ انخفاض درجة حرارة جسم القطة قبل الولادة بحوالي 12 إلى 24 ساعة. يمكن قياس درجة حرارة القطة باستخدام ميزان حرارة شرجي، وإذا كانت درجة الحرارة أقل من 37.8 درجة مئوية، فهذا يشير عادة إلى أن الولادة ستحدث قريبًا.

أيضًا، تصبح القطة أكثر هدوءًا وتظهر علامات عدم الراحة، حيث تبدأ بالتنفس بسرعة أكبر من المعتاد، ويمكن أن تلهث بسبب اقتراب المخاض.

قد تلاحظ القطة أيضًا قيامها بلعق منطقة البطن والأعضاء التناسلية بشكل متكرر، استعدادًا للولادة وتنظيف المنطقة.

عند ظهور هذه العلامات الجسدية، من الضروري أن تكون البيئة المحيطة بالقطة مهيأة، مع توفير مكان دافئ وآمن، وتحضير صندوق الولادة ببطانيات ناعمة ومريحة.

متابعة هذه العلامات تساعد المربي على الاستعداد لعملية الولادة، وضمان أن تكون التجربة سلسة وآمنة للقطة وأطفالها الصغار.

عملية الولادة

المراحل المختلفة للولادة

تمر عملية الولادة عند القطط بثلاث مراحل رئيسية، وتعرف هذه العملية باسم “المخاض” وهي تبدأ عند انتهاء فترة الحمل، حيث تستعد القطة لوضع صغارها.

المرحلة الأولى ✅: مرحلة التحضير والتمدد في هذه المرحلة، تبدأ القطة بالشعور بانقباضات خفيفة في الرحم، مما يساعد على فتح عنق الرحم واستعداده لخروج الجنين.

خلال هذه المرحلة، قد تلاحظ أن القطة تصبح قلقة وتتحرك باستمرار، وقد تبدأ في المواء بصوت منخفض، أو تبحث عن مكان آمن للولادة.

يمكن أن تستمر هذه المرحلة من 6 إلى 12 ساعة، وفي بعض الحالات قد تطول أكثر. كما أن القطة قد تبدأ بلعق منطقة الأعضاء التناسلية بشكل متكرر، وتُظهر علامات التنفس السريع أو اللهاث.

المرحلة الثانية ✅: مرحلة الولادة الفعلية في هذه المرحلة، تبدأ الانقباضات الرحمية القوية وتبدأ عملية إخراج الأجنة.

عادةً ما يُولد أول قطة صغيرة بعد حوالي 10 إلى 30 دقيقة من بدء هذه المرحلة، وقد يستغرق الأمر بين 10 دقائق إلى ساعة لولادة كل قطة بعد ذلك.

تقوم القطة الأم عادةً بمضغ الحبل السري وتنظيف الصغير من الأغشية المحيطة به، مما يساعده على التنفس بشكل طبيعي. من المهم مراقبة هذه المرحلة، والتأكد من أن القطة الأم لا تواجه أي صعوبة أو إجهاد مفرط.

المرحلة الثالثة ✅: مرحلة خروج المشيمة بعد ولادة كل قطة صغيرة، تخرج المشيمة، وهي الكيس الذي كان يحيط بالجنين. من الضروري أن تخرج مشيمة واحدة بعد كل قطة، لذا يجب مراقبة عدد المشيمات المتبقية.

في بعض الأحيان، قد تأكل القطة الأم المشيمة كجزء من الغريزة الطبيعية. تستمر هذه المرحلة حتى يتم إخراج جميع المشيمات، وعادة ما تستغرق حوالي 15 دقيقة لكل مشيمة.

كيف تساعد القطة أثناء الولادة؟

مساعدة القطة أثناء الولادة تتطلب منك أن تكون هادئًا وحذرًا، حيث تحتاج القطة إلى بيئة هادئة وآمنة لتتمكن من الولادة بسلاسة. من المهم مراقبتها دون إزعاجها، والاستعداد للتدخل فقط إذا لزم الأمر أو إذا كانت تواجه صعوبة في الولادة.

أولاً، يجب توفير مكان دافئ ونظيف للولادة، مثل صندوق أو سلة مغطاة ببطانيات ناعمة ومريحة. يجب أن يكون هذا المكان بعيدًا عن الضوضاء والأطفال والحيوانات الأليفة الأخرى، مما يمنح القطة الشعور بالأمان والخصوصية.

أثناء المخاض، راقب القطة عن بعد، ولا تحاول لمسها أو التدخل في العملية إلا إذا كانت تواجه مشكلة واضحة، مثل صعوبة في إخراج الجنين أو توقف الانقباضات لأكثر من ساعة دون ولادة قطة صغيرة جديدة.

في هذه الحالة، يجب الاتصال بالطبيب البيطري فورًا للحصول على التوجيه اللازم.

إذا لاحظت أن القطة لا تقوم بتنظيف صغارها بعد الولادة، يمكنك التدخل بلطف باستخدام قطعة قماش ناعمة وجافة لمسح الأغشية المحيطة بالقطط الصغيرة وتحفيز التنفس لديها من خلال فرك جسدها برفق. هذا يساعد في تنشيط الدورة الدموية والتنفس.

من الضروري أيضًا التأكد من أن القطة الأم تقوم بقطع الحبل السري لكل قطة، وإذا لم تفعل ذلك، يمكنك استخدام خيط نظيف ومعقم لربط الحبل السري على بعد حوالي 2.5 سم من جسم القطة الصغيرة ثم قصه بمقص نظيف ومعقم.

تأكد من توفير الماء والطعام للقطة الأم خلال الولادة وبعدها، حيث ستحتاج إلى الطاقة لاستكمال عملية الولادة والعناية بصغارها. كما يفضل مراقبة القطة وصغارها بعد انتهاء الولادة للتأكد من أنهم جميعًا في حالة جيدة.

العناية بالقطط الصغيرة بعد الولادة

الرضاعة الطبيعية

يعتبر حليب الأم المصدر الأساسي للتغذية لصغار القطط خلال الأسابيع الأولى من حياتها. يحتوي حليب القطة الأم على جميع العناصر الغذائية الضرورية مثل البروتينات، الدهون، الفيتامينات، والمعادن، التي تضمن نمو القطط الصغيرة بشكل صحي وسليم.

أحد أهم العناصر الموجودة في حليب الأم هو “اللبأ”، وهو الحليب الذي يتم إنتاجه في الأيام الأولى بعد الولادة.

يحتوي اللبأ على نسبة عالية من الأجسام المضادة التي تقوي جهاز المناعة لدى القطط الصغيرة، مما يساعدها على مقاومة الأمراض والعدوى في المرحلة الأولى من حياتها.

لذلك، من الضروري أن تتلقى القطط الصغيرة اللبأ خلال أول 24-48 ساعة بعد الولادة.

في الأيام الأولى، يجب أن تُتاح الفرصة للقطط الصغيرة للرضاعة بحرية ودون إزعاج. تقوم القطة الأم بتنظيف صغارها وتحفيزهم على الرضاعة باستخدام لسانها، مما يعزز الرابطة بين الأم وصغارها ويساعد في تحفيز إنتاج الحليب.

يُفضل مراقبة عملية الرضاعة عن بُعد للتأكد من أن جميع القطط الصغيرة تحصل على حليب كافٍ، وخاصة القطط الضعيفة أو الأقل نشاطًا.

من الضروري التأكد من أن القطة الأم تحصل على غذاء كافٍ وغني بالمغذيات بعد الولادة، حيث تحتاج إلى طاقة إضافية لإنتاج الحليب والعناية بصغارها.

يمكن تقديم طعام مخصص للقطط الحوامل أو المرضعات، والذي يحتوي على نسبة عالية من البروتين والدهون لدعم عملية الرضاعة.

في بعض الحالات، قد تحتاج إلى التدخل إذا كانت القطة الأم غير قادرة على الرضاعة أو إذا كان لديها عدد كبير من الصغار يفوق قدرتها على توفير الحليب لهم.

في هذه الحالة، يمكن استخدام حليب خاص للقطط الصغيرة من الصيدليات البيطرية وإطعامهم باستخدام زجاجة رضاعة صغيرة.

الفحوصات الطبية البيطرية

الفحوصات الطبية البيطرية للقطط الصغيرة بعد الولادة تُعد جزءًا أساسيًا لضمان نموها بشكل صحي واكتشاف أي مشكلات صحية مبكرًا.

من الضروري أن تُعرض القطط الصغيرة على الطبيب البيطري خلال الأسبوع الأول من ولادتها لإجراء فحص شامل والتأكد من عدم وجود أي عيوب خلقية أو مشكلات قد تؤثر على صحتها.

أحد أهم الفحوصات التي يقوم بها الطبيب البيطري هو فحص درجة حرارة الجسم، حيث يتأكد من أن القطط الصغيرة قادرة على الحفاظ على درجة حرارة جسمها، خاصة أن القطط حديثة الولادة غير قادرة على تنظيم درجة حرارتها بنفسها.

يقوم الطبيب أيضًا بفحص القلب والرئتين للتأكد من أن وظائفها تعمل بشكل طبيعي، مما يضمن عدم وجود مشكلات في التنفس أو الدورة الدموية.

بالإضافة إلى ذلك، يقوم الطبيب بفحص العينين والأذنين والفم للتأكد من عدم وجود أي التهابات أو علامات غير طبيعية.

يُعد هذا الفحص مهمًا للتأكد من أن القطط الصغيرة لا تعاني من التهابات في العين أو الأذن، التي قد تؤثر على قدرتها على الرؤية أو السمع مع تقدمها في العمر.

من ضمن الفحوصات الهامة أيضًا هو فحص الوزن، حيث يُقاس وزن القطط الصغيرة للتأكد من أنها تكتسب الوزن بشكل طبيعي ومناسب. يتيح هذا الفحص مراقبة نمو القطط وضمان أنها تحصل على التغذية الكافية من القطة الأم.

يجب أن تشمل الفحوصات أيضًا الكشف عن الطفيليات الداخلية والخارجية، مثل الديدان والبراغيث، حيث تُعتبر القطط الصغيرة عرضة للإصابة بهذه الطفيليات التي قد تؤثر على صحتها ونموها.

يقوم الطبيب بإعطاء العلاجات الوقائية أو العلاجية حسب الحالة.

المشاكل الشائعة أثناء حمل القطط

الإجهاض وفقدان الأجنة

الإجهاض وفقدان الأجنة لدى القطط الحوامل يُعتبر من الحالات المؤلمة والمقلقة التي قد تواجهها القطة أثناء فترة الحمل.

يحدث الإجهاض عندما تفقد القطة الحامل الأجنة قبل اكتمال فترة الحمل، وقد يحدث ذلك في مراحل مبكرة أو متأخرة من الحمل.

يمكن أن يكون للإجهاض أسباب متعددة، بعضها يتعلق بصحة القطة الأم، والبعض الآخر قد يكون ناتجًا عن عوامل بيئية أو وراثية.

من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى الإجهاض هو وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية، مثل فيروس الهربس السنوري أو داء المقوسات، والتي يمكن أن تصيب الجهاز التناسلي للقطة وتؤدي إلى فقدان الأجنة.

كما أن الإصابة بالطفيليات مثل التوكسوبلازما يمكن أن تزيد من خطر الإجهاض لدى القطط الحوامل.

التغذية غير الكافية أو سوء التغذية يلعب أيضًا دورًا في زيادة احتمالية الإجهاض، حيث تحتاج القطة الحامل إلى نظام غذائي متوازن وغني بالبروتينات والفيتامينات لدعم نمو الأجنة. نقص التغذية يمكن أن يؤدي إلى ضعف الأجنة وفقدانها.

العوامل البيئية مثل التوتر، الضوضاء، أو التعرض للإصابات الجسدية يمكن أن تكون سببًا إضافيًا للإجهاض. القطط الحوامل التي تتعرض لإجهاد أو صدمات جسدية تكون أكثر عرضة لفقدان الأجنة.

من علامات الإجهاض الشائعة التي قد تظهر على القطة الحامل هي النزيف المهبلي، فقدان الشهية، أو إفرازات غير طبيعية، بالإضافة إلى تراجع سلوك الحمل مثل تراجع حجم البطن أو عدم الإحساس بحركة الأجنة.

في حال الاشتباه بحدوث الإجهاض، من الضروري استشارة الطبيب البيطري فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب. قد يتطلب الأمر إعطاء القطة علاجًا طبيًا لمساعدتها على التعافي ومنع حدوث الإجهاض في المستقبل.

الولادة المتعسرة

تُعتبر الولادة المتعسرة حالة طارئة تحدث عندما تواجه القطة صعوبة في إخراج الصغار أثناء عملية الولادة.

يمكن أن تحدث الولادة المتعسرة بسبب عدة عوامل، مثل الحجم الكبير للأجنة، وضعيتها داخل الرحم، أو ضيق قناة الولادة لدى القطة الأم. كما قد تكون ناتجة عن ضعف الانقباضات الرحمية أو مشاكل صحية أخرى تعاني منها القطة.

من العلامات الشائعة للولادة المتعسرة هي استمرار الانقباضات القوية لفترة طويلة دون خروج أي جنين، حيث قد تستمر القطة في المعاناة من الانقباضات لأكثر من 30 دقيقة دون تقدم في عملية الولادة.

قد تظهر القطة علامات إجهاد واضحة، مثل اللهاث، الصراخ، أو التململ المستمر. كما يمكن أن تلاحظ خروج إفرازات دموية أو غير طبيعية من مهبل القطة.

قد يحدث التعسر أيضًا بسبب ولادة جنين بحجم أكبر من المعتاد، أو نتيجة وجود جنين في وضعية غير طبيعية، مثل الجنين الذي يأتي في وضعية خلفية أو مائلة، مما يجعل من الصعب على القطة إخراجه بمفردها.

أحيانًا، قد تكون القطة تعاني من ضعف في عضلات الرحم، مما يؤدي إلى عدم كفاية القوة اللازمة لدفع الأجنة للخارج.

عند ملاحظة أي من هذه العلامات، من الضروري استدعاء الطبيب البيطري على الفور، حيث إن الولادة المتعسرة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لكل من القطة والأجنة إذا لم تُعالج بسرعة.

الطبيب البيطري قد يلجأ إلى تقديم المساعدة عن طريق تحفيز الانقباضات، أو المساعدة اليدوية في إخراج الأجنة، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر إجراء عملية قيصرية لإنقاذ القطة وصغارها.

لتقليل مخاطر الولادة المتعسرة، يجب الحرص على تقديم رعاية صحية جيدة للقطة الحامل طوال فترة الحمل، بما في ذلك التغذية السليمة، الفحوصات البيطرية المنتظمة، وتوفير بيئة هادئة وآمنة للولادة.

ختاماً

مدة حمل القطط هي فترة حاسمة تتطلب عناية خاصة وفهمًا دقيقًا لاحتياجات القطة الحامل.

من خلال تقديم الرعاية المناسبة والتغذية الجيدة، يمكن أن تضمن ولادة صحية وسليمة لصغار القطط.

إن توفير بيئة آمنة وهادئة وتقديم الدعم اللازم للقطة أثناء الحمل والولادة يمكن أن يجعل هذه التجربة ممتعة ومرضية لكل محبي القطط.

الأسئلة الشائعة

كم تستمر مدة حمل القطط؟

مدة حمل القطط تستمر عادة من 63 إلى 67 يومًا.

ما هي العلامات التي تدل على أن القطة حامل؟

من العلامات التي تدل على حمل القطة انتفاخ البطن، وزيادة الشهية، وتغيرات في السلوك مثل البحث عن الراحة.

كيف أعتني بقطة حامل؟

تحتاج القطة الحامل إلى غذاء غني بالبروتينات والفيتامينات، وبيئة هادئة وآمنة.

متى يجب عليّ أخذ القطة الحامل إلى الطبيب البيطري؟

يجب أخذ القطة الحامل إلى الطبيب البيطري عند تأكيد الحمل لأول مرة، وكذلك عند ملاحظة أي علامات غير طبيعية خلال فترة الحمل أو عند اقتراب موعد الولادة.

ماذا أفعل إذا واجهت القطة صعوبة في الولادة؟

إذا واجهت القطة صعوبة في الولادة، يجب التوجه فورًا إلى الطبيب البيطري لتقديم المساعدة اللازمة.

المصادر

Cat pregnancy: everything you need to know

Birth and kittening

How Do You Know Your Cat Is Ready to Deliver Her Litter of Kittens?

Cat Pregnancy: How Long Are Cats Pregnant and What Are the Stages?

Signs A Cat Is In Labor: What To Watch For And What To Do

حول كاتب المقال

د.احمد محلي

د.احمد محلي

طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية

اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.

شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.

بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.

النشرة الإخبارية